شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
أسماء الله وصفاته
40079 مشاهدة print word pdf
line-top
دور القاضي عبد الجبار في الدفاع عن المعتزلة

وقد انتصر لهم أحد علمائهم -وهو الذي يعرف بالقاضي عبد الجبار - فإنه في زمانه لما تولى القضاء في جهة من الجهات؛ عند ذلك أكثر من التأليف فيما يتعلق بمعتقدهم، وطبع له قريبا كتاب في أربعة عشر مجلدا يقرر معتقدهم، حققه بعضهم في سوريا ونشر. وجدت له نسخة في اليمن مما يدل على عناية من هنالك بهذا المعتقد، وطبع له أيضا كتاب في مجلدين اسمه متشابه القرآن تسلط فيه على آيات الصفات، وجعلها من المتشابه وحرفها وصرفها عما هي عليه، وطبع أيضا كتابه الذي في الأصول الخمسة، في أصولهم الخمسة.
فهذا دليل على أن لكل قوم وارث، وأن هناك من يؤيد معتقداتهم، قد ذكرنا أيضا أن الرافضة على هذا المعتقد، وكذلك الإباضية أو على أكثره.

line-bottom